لم يكن أحد من ركاب القطار علي علم بما سيحدث، الأمور تبدو طبيعية للغاية وفجأة دوي صوت اصطدام ضخم، تبعه أصوات صرخات واستغاثات من كل إتجاه، ليتحول المكان الي ساحة للأشلاء وتستيقظ مصر علي حادث اليم عنوانه "حادث قطار سوهاج"
قلبي علي ولدي انفجر وقلب ولدي عليا حجر ..
من بين مئات الضحايا كانت الحاجة سمرا الراوي، إمرأة صعيدية من نجع حمادي سمراء جميلة تحمل في وجهها ملامح الشقاء والتعب، حملت همومها واتخذت من القطار سبيل الوصول إلي القاهرة في رحلة البحث عن المجهول بعد أن طردها أبنها في الشارع وأصبحت بلا مأوى ..
تقول الحاجة سمرا الراوي ..
طردني ابني من البيت فساقني القدر لركوب قطار الصعيد نحو حضن السيدة زينب ولم أعلم أنني علي موعد مع حادث اليم
كلمات تدمي القلوب ويسكنها الحزن فكيف تحولت قلوب الأبناء الي أحجار وتسرب لها العفن حتي صار الولد يرمي بأمه في الشارع
الحاجة سمرا الراوي زارها الوجع مرتين، المرة الأولى عندما طرح بطنها إبن عفن لا يراع سنوات الشقاء والتعب والقلق عليه فرماها في الشارع ، ومرة أخري عندما اصطدمت بواقع الحياة المر فعاشت فقيرة تلاقي الذل والهوان ولم يرحمها أحد حتي فلذات اكبادها التي ذاقت المر من أجلهم، وكان يمكن أن تموت وتصبح مجرد رقم في صفحة الوفيات